اعتذار واجب , ورد اعتبار للشخص

لا يوجد شخص معصوم من الخطا و خير الخطائين التوابين و الاعتذار لا ينقص من قيمه الشخص شيء بل يدل علي قوه شخصيتة و تقبلة كافه الأمور الاعتذار يصبح بمثابه رد اعتبار للشخص الذي قمت بالخطا اتجاهه

 

لا يوجد شخص ربما افلت من لحظات اخطا او يخطئ فيها،

أساء او يسيء بها الي احد بكلمه او تصرف او حركه او اي شيء،

فينتج عنة مشاعر سلبيه و حزن، و أحيانا خصومه بين الطرفين.

فمن منا معصوم من الخطأ؟ فالمعصوم هو نبينا صلي الله علية و سلم فقط،

وغير هذا فكلنا خطاؤون، كلنا نتعرض لمواقف تظهرنا من اطوارنا فنصب جام غضبنا علي من حولنا من الأهل و الأصدقاء،

كلنا نتعرض لحالات نفسيه تصدر عنها تصرفات تجرح الآخرين و تؤذيهم،

كلنا نجرح مشاعر بعض من حولنا، و نتسبب فانكسار قلوبهم بقصد او بدون قصد،

 

كلنا نمر بلحظات استياء و عدم الرضا عن النفس، فنجلدها و نحملها اكثر مما تتحمل.

إن انفسنا التي بين جوانبنا، و جميع من حولنا من الأهل و الأقارب و الأصدقاء و الغرباء من قريب و بعيد،

نحن مدينون لهم بالاعتذار! الاعتذار عن جميع ما صدر منا بحقهم من خطا او تجريح او اساءه او تقصير.

 

فالاعتذار من السلوكيات التي تسهل العلاقات الإنسانيه و تقوى و تزيد من الروابط الاجتماعية، و الاعتذار شجاعه و يعتبره

البعض فضيله لأنة يعبر عن الاعتراف بالحق، و هو ليس مجرد كلمه تقال بلا معنى،

بل انه احساس بالخطا و رغبه فاصلاح ما انكسر من العلاقة،

والتخلص من شوائب ما تعلق فيها من سوء التصرف.

 

والاعتذار الصحيح هو الصريح السلس، الذي يحمل فطياتة الموده و السلام

وطلب المسامحه و العفو عن جميع هفوه كانت سببا فحزن او الم للطرف الآخر.

 

الاعتذار هو الحجه التي تقدم لنفى ذنب او تبريره،

واعتذر: اي صار ذا عذر، و اعتذر اليه: طلب قبول معذرته.

 

 

إن دين الإسلام يدعو الي الإصلاح و المحبه و توطيد العلاقه بين الناس،

قال تعالى:” انما المؤمنون اخوة”، و هذة الأخوه تستدعى التسامح و الترابط

والتعاون بعيدا عن الضغينه و التنافس و الحسد و الحقد و الغلو،

 

ولأن الإنسان غير معصوم من الخطا و يتصرف بما يشحن القلوب بالحزن و الألم مما يؤدى الي القطيعة،

فعلي الإنسان الإسراع الي سد فجوه الخلاف و الخصام حتي لا تتسع،

بكلمه اعتذار صادقه نابعه من القلب، راغبا فرضا الله تعالي ساعيا الى

 

تعزيز الرابطه الأخويه الإيمانيه طامعا فالصفح و العفو ممن اخطا فحقه.

 

الاعتذار سلوك حضارى و خلق كريم، يهدم جدار الجفوه و الكراهية

ويقارب بين النفوس و يمحو عن القلوب مشاعر البغض و الحقد و الغضب،

وينشر الحب و الثقه و التواضع بين الناس،

فهو جسر الوصل بين ما انقطع بسبب اخطائنا المقصوده كثيرا و غير المقصوده احيانا،

فيعيد مشاعر التسامح و الرضا و يحيى روح التعاون و التماسك.

الاعتذار لا ينم عن ضعف شخصيه او خوف او مصلحه كما يعتقد صغيرة العقول و ضيقو النفوس،

إنما هو سلوك يحتاج من الفرد الي شجاعه و قوه و عقل و إنسانية،

صفات لا تصدر الا من ذوى النفوس العظيمه و القلوب الصافيه و العقول السديدة.

 

الاعتذار علاج الخطا فحق الآخرين: ربما يصبح الخطا تجاة الله تعالي او تجاة النفس او تجاة الآخرين،

وتصحيح الخطا تجاة الله تعالي يصبح بالإقلاع عن الخطا او المعصية

والتوبه النصوحه منها و الندم عليها و عدم الرجوع اليها،


أما تجاة النفس فيصبح التصحيح بالمحاسبه و المراجعه و المعاقبه و قمع النفس الأماره بالسوء

حتي تصبح نفسا مطمئنة، بينما تصحيح الخطا تجاة الآخرين يصبح بالاعتذار و التحلل من تبعات الخطأ.

 

وللاعتذار نوعيات متعددة، منها الاعتذار عن الخطا اي طلب المسامحه عن الإساءة،

ومنها الذي يعبر عن تبرير التصرف الذي ادي الي شحن النفوس،

ولا يقصد منة طلب العفو انما فقط لبيان سبب الخلاف، و منها الاعتذار عن قله الحيلة

وعدم القدره علي المساعدة، و الاعتذار بالنيابه عن طرف اخر، كاعتذار الأب الصالح عن تصرفات ابنة الطالح،

أو اعتذار زوجه عن تصرفات زوجها، او اعتذار الجار لجارة عن مشاغبات ابنائة و غيرة من ذلك النوع من الاعتذارات.

 

وأشكال الاعتذار تختلف بالنسبه للناس: فمنهم -وهم الأغلب- من يعتذر لفظا بكلمه “آسف”،

ومنهم من يعتذر بالفعل كأن يقوم بتقديم هديه تعبيرا عن اسفة و ندمة علي الخطا الصادر منه،

ومنهم من يتخذ من الكلام عن مشاعرة و حبة للشخص و سيله للاعتذار،

ومنهم من يتخذ الوسائل الأخري كالاحتضان او المصافحه و غيره،

وقد تكون هذة الكيفية اروع بالنسبه للبعض،

وكل هذة الوسائل ناجحه و موفقه فاعاده العلاقه بين الطرفين و كسر حاجز الجفاء و الفراق.

 

 

للاعتذار فائدة عديدة: حيث تؤدى الي معرفه شخصيه المعتذر له و ما يقبلة و ما يرفضة من تصرفات،

والاعتذار يريح المعتذر من عقده الذنب و يحيى ضميرة و ينصرة علي النفس الأماره بالسوء و يهزم الشيطان الذي يسعي لتوسيع الجفوه بين طرفى المشكلة،

أيضا يؤدى الي كسب و د الطرف الآخر و احترامه،

فالاعتذار يصلح ما فسد من العلاقات بين الناس، و الاعتراف بالخطأ

من اثناء الاعتذار طريق للتلاقى من جديد و كشف السوء و إزاله الخلاف و الانتصار علي الشيطان.

 




اعتذار واجب , ورد اعتبار للشخص